مجلة المال والأعمال الصفحة الرئيسة -اتصل بنا
اليونان بين الآمال و الأخطار
لا زال اليونان في معضلة العجز المالي ؛ ولا زالت منطقة اليورو في وهم التفكك الإقتصادي فيما لو لم يتم حل مشكلة ! حيث أن مهزلة الصحافة تكمن بأن " منطقة اليورو مهدد بالتفكك إذا لم يتم حل أزمة اليونان " ؛ هذه بالفعل مهزلة ؛ حيث أن العجز المالي لا يعني بالضرورة الإفلاس ؛ وأن منطقة اليورو لا يتوقف مصيرها في دولة مثل اليونان وذالك لأنها ليست من الدول المؤسسة ؛ ولكن على صعيد اخر أن امال اليونان في ايجاد حلا طويل الأجل في العجز المالي امر شبه مستحيل ؛ حيث لا تتمتع اليونان موارد يعول بها إقتصاديا ؛ ولا تتمتع في حلف اقتصادي من دول المارقة إقتصاديا
أن هذه الآمال التي تنشرها الصحافة المالية ما هي إلا اوهام أو سرابا ؛ و في و جهة نظري الخاصة أن الإقتصاد اليوناني يحتاج إلى عملية مقامرة أو مغامرة إقتصادية معوله على مبدأ المصلحة الإقتصادية حتى لو تحالف مع الشيطان ؛ حيث أن العجز المالي لا يمكن معالجته بالعواطف أو الزيارات المكوكية التي تكون بحكم المعدوم ؛ أن الإقتصاد اليوناني يحتاج إلى خطط و أهداف مقنعة تكمن بإرتفاع حجم المخاطرة ؛ أن الإقتصاد الذي لا يغامر ولا يضع مصلحته الخاصة فوق أي اعتبار يصنف في إقتصاد المهزلة . و على سبيل المثال لا الحصر ؛ التجربة الإقتصادية الصينية التي كانت تتبنى حلفائها من خلال انسجامها في نظام الإشتراكي ؛ حيث كانت تتجاهل المنظومة الإقتصاد الرأسمالي ؛ و في ذالك الوقت كانت الصين تعتبر في هامش الإقتصاد ؛ أما اليوم عندما تبنت فكر المصالح ومبدأ تنويع حلفاء الإقتصادية ؛ اصبحت الصين تلقب ب " المارد الإقتصادي " أو " العملاق الصيني " . وهكذا الإقتصاد اليوناني يحبذ تغيير نهجها الإقتصادي إلى نهج المصالح وشراكات .