لطالما شددت المراكز والمعاهد العلمية على ضرورة احترام اخلاقيات المهنة ؛ وكثيراً ما تركز تلك المؤسسات على أن سمة الفرد العامل يؤثر على شهرة المؤسسة و على القيمة السوقية و ثقة المتعامل ؛ وأن السوق لا يرحم وهو في الوقت الراهن يتأثر بالفكر النفسي و الإجتماعي ؛ وأنه محدد للعوامل الطلب والعرض ؛ فاليوم ليس فقط مهاراتك العلمية التي تقيمك في كفاءتك وإنما مهارتك السلوكية ؛ واليوم المؤسسات الربحية والغير ربحية تحتاج إلى الولاء كونها تمثل الشخصية المعنوية . ومن منطلق تظهر قضية بنك HSBC وهو من البنوك الذي له تاريخ في العراقة حيث أصبح من رموز المملكة المتحدة ؛ ولكن هذه الرمز الإقتصادي قد شوه للسلوك غير مبرر ؛ فكانت البداية تكمن من خبر نشر على
موقع BBC عربي حيث جاء به "
الكشف عن
"رسالة" موظف اتش اس بي سي لهيئة الضرائب البريطانية....نشرت صحيفة فرنسية رسالة إلكترونية قال موظف "اتش اس بي سي"، الذي كشف مساعدة البنك لعملائه الأغنياء على التهرب من الضرائب، إنه أرسلها في 2008 لهيئة الضرائب البريطانية دون أن تتخذ الهيئة أي أجراء." أنه لواقع مؤلم جداً أن بنك يعتبر رمز الفخر الإقتصادي يتصرف سلوك غير مبرر ويتخلى عن المسؤلية الإجتماعية في دعم الدولة من خلال الضرائب وليذهب أبعد من ذالك للوصول إلى التخلي عن المسؤلية الأخلاقية . وكرد فعل من البنك نقرأ في
البيان الاقتصادية "
استقالة
رئيس «إتش إس بي سي» السابق من الهيئة المصرفية ... أعلن
اللورد غرين، رئيس بنك إتش إس بي سي السابق، عن استقالته تماماً من منصبه رئيساً
للمجلس الاستشاري من الهيئة المصرفية من بنك سيتي بريطانيا. وجاء قرار اللورد غرين
بالتنحي عن المنصب بسبب الاهتمام الإعلامي الكبير به أخيراً. " وبعد هذه الإستقالة ؛ قامت بنك HSBC في الإعتذار عن الخطأ وطلب الصفح من المجتمع الإقتصادي ؛ وهذا ليس بالجديد عن اخلاقيات النبيلة من المجتمع البرطاني حيث نقرأ في BBC عربي " ... نشر مصرف
"اتش اس بي سي" إعلانا في صفحة كاملة في العديد من الصحف البريطانية
يتضمن اعتذارا بشأن الاتهامات الموجهة لفرعه الخاص في سويسرا بمساعدة عملاء على
التهرب من الضرائب." ولكن لا يبدوا بأن هذا الإعتذار قد عالج الموقف حيث اقتحمت الشرطة السويسرية فرع بنك HSBC بحجة إحتمالية ضلوع البنك في " عمليات غسيل الأموال ! " حيث نقرأ في موقع روسيا اليوم " مداهمة فرع HSBC في جنيف بعد فضيحة تبيض الأموال ..ويواجه
مصرف "HSBC" في صلب فضيحة تهرب ضريبي وتبييض أموال باتت تعرف باسم
"سويس ليكس" بعد تسريبات لمعلومات ووثائق أظهرت أن مليارات الدولارات
مرت عبر هذا المصرف بهدف تهريبها من الضرائب أو تبييضها من خلال شركات وهمية. " ولكن هل سوف يطال الأمر إلى الفروع كثير بالبنك ؛ وهل سوف نشهد الأيام القادمة فصل جديدا للفلم HSBC ؟ وهل ظهور فضيحة " سويس ليكس " لها إرتباط وثيق في إقالت البنك 15000 موظف طالت إداريين تنفذية ؟ !