مجلة المال والأعمال الصفحة الرئيسة -اتصل بنا

الاثنين، 23 فبراير 2015

الدبلوماسية الاقتصادية

في ظل التطورات والتوترات التي تحدث قي العالم ؛ اصبح اليوم هذا العالم يحتاج إلى تلطيف تلك التوترات للبناء العلاقات المتناغمة والمنسجمة مع المصالح ؛ حيث يبحث العالم اليوم إلى مصطلحات تجعل التقارب بين المجتمعات أمر ميسر ؛ حيث أن دول " الأعداء " اصبح يصطلح به " دول المنافسين " بينما الدول التي تربط بها علاقات إستراتيجية عميقة يصطلح بها " دول الحلفاء " اما دون ذالك يوصفوا في " مغردين خارج السرب "  ومن هذه الأمثلة نلاحظ اليوم العالم يركز على " تجميل " الخطاب الإقتصادي ومن خلال هذه المقدمة ندخل إلى صلب الموضوع وهو " الدبلوماسية الإقتصادية " .
نقصد بالدبلوماسية الاقتصادية : فن التفاوض والتناغم لممارسات الرسمية التي تتبعها معظم الأمم في إرسال ممثلين يعيشون في بلدان أخرى. وهؤلاء الممثلون المفاوضون يُعرفون بالدبلوماسيين ويساعدون على استمرارية العلاقات اليومية بين بلادهم والبلاد التي يخدمون فيها. وهم يعملون من أجل مكاسب سياسية أو اقتصادية لبلادهم ولتحسين التعامل الدولي ؛ وتلطيف التوترات وذالك بإنتقاء الشروحات التي تتناغم مع مفاهيم وثقافة الدولة المبتعث بها .
أي بكلمات بسيطة فن الأقناع والتفاوض بما يخدم مصالح الدولة الام دون الاضرار في سمعتها . فمثلاً اليونان تحتاج إلى دعم المالي من قبل دول اليورو فبدلاً من الخطاب ذات الطابع الحاد كأن نقول " ... اذا لم يعيدوا جدولة الديون سوف نقوم بالإنسحاب من الاتحاد اليورو " تأتي نهج الدبلوماسية الإقتصادية لكي تقول " نأمل من الإتحاد الأوروبي التفهم للوضع الإقتصادي الذي يوصف بالصعوبة ؛ بالرغم من اتخاذ الحكومة اليونانية جميع الإجرائات الممكنة ومن ضمنها كما هو معلوم لديكم " سياسة التقشف " إلا أننا نقترح عليكم < إعادة جدولة الديون > للإعطاء فرصة للحكومة في تسديد مستحقاتها ؛ وإذا لم تمنحونا هذا " الحق " ... نطلب من حضرتكم حلاً اخر يخرج عن سياسة التقشف ." ومن التجارب الرائدة في الدبلوماسية الإقتصادية ؛ التجربة " الصينية " حيث أن الدبلوماسية الصينية التي تستند قواعدها حول" راية السلام والتنمية والتعاون " كمنظومة عصرية لا تقاوم ؛ حيث تأخذ مبدأ " السلام " و" التنمية " و" التعاون " محور لعلاقاتها مع العالم ؛ ولذالك تشهد الصين مرحلة إقتصادية لا يستهان بها .
الخلاصة :
  أن تقدم العالم يأتي في تهذيب خطاباتها الحادة والتفكير عشرات المرات قبل الشروع إلى الصدام ؛ وأن الدبلوماسية وهي فن الأقناع أنك طرف الخاسر لكي تكسب من ضمنه تيسير المصالح هو طريق الصحيح للوصول إلى الرفاهية والتقدم الإقتصادي .